من المحلية إلى العالمية… الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية انتماء
الجمعة، 31 أيار، 2013
في كل سنة ومع حلول شهر أيار تزدحم الفعاليات الخاصة بإحياء ذكرى نكبة فلسطين، ولعل جل هذه الفعاليات تسعى في مضمونها للحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، والتأكيد على حق العودة.
ومن هذا المنطلق كانت حملة إنتماء التي حققت من وجهة نظر كثيرين نقلة نوعية في أسلوب الحفاظ على الهوية، ونقلها من جيل إلى جيل، وتوحيد الجهود في إطار إحياء ذكرى نكبة فلسطين.
وبحسب رئيس الحملة الاستاذ ياسر قدورة خلال مقابلة أجراها مراسل رابطة الإعلاميين الفلسطينيين في لبنان، فإن الحملة تهدف إلى تعزيز الشعور بالانتماء للهوية الوطنية، وبالتالي الوقوف في وجه مشاريع العدو الصهيوني التي تسعى إلى شطب ماهية الهوية الفلسطينية وحق العودة.
الرسالة
فلسطين التاريخية هي وطن واحد لا يمكن أن يتجزأ” هذه الرؤية سعت انتماء إلى التأكيد عليها، من خلال تثبيت هذا الشعور في نفوس الفلسطينيين، لا سيما الأجيال الجديدة الشابة، عبر تذكيرهم بعناصر التراث الفلسطيني من الكوفية والحطة والثوب الفلسطيني المطرز، إلى المأكولات الشعبية الفلسطينية القديمة والاماكن المقدسة في فلسطين.
ابرز الفعاليات والجمهور المستهدف
يشير قدورة إلى ان الحملة تستهدف كل شرائح المجتمع الفلسطيني، بلا استثناء، وذلك من خلال برامجها المتنوعة والتي تتعامل مع مختلف الأعمار والفئات في المجتمع الفلسطيني.
فعلى صعيدالأطفال، يقول قدورة “سعت الحملة إلى إعطاء كل طالب في الروضات هدية صغيرة، مرسوم عليها علم فلسطين والخريطة، كي يحتفظ بها وتشغل حيزا في ذهنه“.
وفيما يخص المهتمين بالرياضة، نشطت انتماء من خلال عدة فعاليات وتجمعات، ففي مخيم الرشيدية على سبيل المثال، نظمت انتماء مسيرة أعلام تضمنت عرض كاراتيه وسباق الوصول إلى القدس.
وبحيث لا يمكن النظر إلى القضية الفلسطينية دون ذكر الجيل الأول الذي خرج من فلسطين، يذكر قدورة أنه “تم تكريم مجموعة من أهالي قرية مجد الكروم، وتم عرض فيلم توثيقي لحق العودة، بالاضافة إلى إلباسهم الشال الفلسطيني، وجمع صورة كل كهل مع صورة القرية التي خرج منها“.
وخلال فعالية انطلاق الحملة تم جمع ثلاثة أجيال “الكهول والشباب والأطفال” في فعالية واحدة عند أقرب نقطة من الحدود الفلسطينية أمكن الوصو إليها في قرية القليلة جنوب لبنان، وأكدت هذه الأجيال الثالثة من خلال الوقفة الرمزية على أن حق العودة هو حق راسخ وثابت في قلوب الفلسطينيين ولا يمكن أن يسقط بالتقادم.
وقدمت وكالة الأونروا بحسب رئيس الحملة نوعا من التعاون من خلال تسهيل عمل انتماء داخل مدارسها بحيث تم السماح لها بتوزيع مسابقة ثقافية في الشعر والفن والرسم والمهارات على الطلاب.
الإنتشار
بالاضافة إلى الفعاليات الضخمة التي شهدها لبنان، شهدت الساحة الاردنية تميزاً من حيث المشاركة في حملة إنتماء لهذه السنة، بقاربة المئة فعالية خلال شهر ايار تنوعت بين المعارض والاحتفالات.
والجدير بالذكر أن الحملة إنتقلت هذا العام من المحلية إلى العالمية، بحيث استطاعت أن تدق جدران البرلمانات في أوروبا لتذكيرها بقضية فلسطين، من خلال الاعتصامات الرمزية أمامها، كما واستطاعت الحملة أن توصل رسائلها للمشاركين في مؤتمر فلسطينيي أوروبا، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، من خلال عرض الفيديوهات والفقرات الوطنية داخل النقليات بحسب ما أوضح قدورة.
أما العالم الرقمي فلم يغب عن ذهن الناشطين في هذه الحملة، حيث شارك ما لايقل عن 16 ألف شخص بالحملة الالكترونية من خلال تغيير “صورة البروفايل” على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، والمشاركة على الصفحة الخاصة بحملة انتماء.
ويؤكد رئيس الحملة على أن انتماء، منذ ولادتها قبل أربع سنوات لا زالت تبتعد عن الصبغة السياسية، ما سمح لها أن تجتذب جمعيات من شتى ألوان الطيف الفلسطيني، بالاضافة إلى المنظمات اللبنانية والمؤسسات الداعمة للحقوق الفلسطينية.
ووصل عدد المؤسسات المشاركة في هذه الحملة لهذا العام إلى 300 مؤسسة من مشاركين وفاعلين بالاضافة إلى بعض المنظمات المؤيدة لحقوق الفلسطينيين ولأهداف هذه الحملة.
الرؤية المستقبلية
يأمل قدورة أن تعمل حملة “إنتماء” للحفاظ على الهوية الفلسطينية ولكن من الداخل الفلسطيني في السنة القادمة، ولكن وفي حال عدم الوصول إلى هذا المنى فإن انتماء ستسعى إلى توسيع المساحة الجغرافية لعملها وتنويع مناشطها، حتى ترسخ الانتماء لفلسطين في ذهن الاجيال الفلسطينية الشابة.
ولعل النكبة وأحداثها قد مر عليها 65 عاماً، لكنها لم تكن النهاية، كانت مجرد بداية قاسية لشعب لا زال يبحث عن هويته بين أزقة مخيماته ومرارة شتاته، ليؤكد على انتمائه لأرض لا زال يحلم أن يطأها يوماً.
المصدر: رابطة الإعلاميين الفلسطينيين