الفنان الفلسطيني بسام صبح لـ«لاجئ نت»: النشيد الجهادي او الاغنية الثورية سلاح فعال في دعم صمود الشعب الفلسطيني
محمد السعيد، خاص- لاجئ نت
لعبت الأغاني الوطنية والأهازيج الشعبية والتراثية دوراً مهما في تعبئة الشعب الفلسطيني وتحريضه ضد الاحتلال الإسرائيلي على مدار تاريخه، وتطورت هذه الأغاني بمراحل عدة بشكل كبير مع تطور الآلات الموسيقية والألحان وأصبحت تخاطب كل شعوب وأحرار العالم.
وفي السياق قال المنشد والملحن الفلسطيني بسام صبح في حديث خاص لشبكة “لاجئ نت” بأن المخزون الشعبي التراثي الفلسطيني زاخر بالأغاني الشعبية التراثية التي كانت ترافق الحياة اليومية للفلاح والعامل والعائلات الفلسطينية في كافة المناسبات الاجتماعية بالإضافة الى سلسلة الأهازيج التي كانت ترافق مواسم الزراعة والحصاد.
وأشار صبح بأن الأغنية بعد ذلك بدأت بأخذ منحى آخر من نوع الحزن على الواقع الذي طرأ على الفلسطينيين بعد الانتداب البريطاني نتيجة للظلم والتضييق الذي لحق بالناس آنذاك وقد تجلى هذا على لسان الشاعر يوسف حسون بما غناه من قصائد كثيرة.
وأضاف صبح بأن الأغنية الفلسطينية أصبحت تعبر عن مرحلة تاريخية توثيقية بعد الشهداء الثلاثة محمد جمجوم عطا الزير وفؤاد حجازي حيث كان للأغنية بالغ الاثر في توثيق هذا الحدث.
وبعد ذلك بدأت تأخذ طابع الحنين للأرض والوطن والجانب التحريضي لمقارعة الاحتلال بعد النكبة واحداثها الدامية وهذا ما كان واضحا بأغاني الشاعر الكبير ابو عرب حيث غنّى: “هدّي يا بحر هدّي “، وأغنية “يا بلادي ما نسينا حقك الواجب علينا”، وغيرها من الأغاني.
أما بعد انطلاق الثورة الفلسطينية فأشار صبح بأن الأغاني الثورية بدأت بشكل تصاعدي تطغى على أغاني الحنين لما لها من أثر في شحذ الهمم لمقاتلة العدو وهنا برعت فرقة الثورة الفلسطينية بسلسلة كبيرة من اغاني الثورة التي انتشرت بين الناس بشكل كبير منها يا جماهير الارض المحتلة، طالعلك يا عدوي طالع..
وأضاف صبح بأنه تفرع من هذا الجو الغنائي الثوري نوع جديد من الاغنية مصاحب للأغنية الثورية التحريضية وكان لفرقة العاشقين بالغ الاثر فيه حيث غنت للشهداء وللمخيم وللمقاومة المسلحة ومن اغانيها شوارع المخيم تغص بالصور، جابوا الشهيد جابوه، وقد لاقت انتشاراً كبيراً على صعيد كل الشعب الفلسطيني.
وأشار صبح بأن الأغنية الفلسطينية انتقلت بعد انتفاضة الاقصى تأخذ النفس الاسلامي وبدأ ينتشر مصطلح النشيد الإسلامي بدل الأغنية الثورية وقد ابدعت فرقة اليرموك من الأردن بهذا النوع من النشيد وبدا انتشاره يلقى رواجاً كبيراً على صعيد الشعب الفلسطيني، ومن أغانيها “لو كانت ثورتنا حكاية”، “لا تحزن معاك الله يا أجمل شعب”، وغيرها الكثير.
ومع بداية العمليات الاستشهادية في فلسطين انطلق فريق الوعد للفن الاسلامي في لبنان وبدأ باستراتيجية مواكبة لما يحصل في فلسطين ولاقا هذا النوع من النشيد قبولا كبيراً حيث بدأ يحاكي أهم الأحداث والتطلعات ومفاهيم الجهاد بأسلوب جديد جعل اناشيد الفريق تدخل الى كل بيت فلسطيني.
وأشار صبح بأن الأعمال الفردية للمنشدين أصبحت تلقى رواجاً حيث لكل منشد طبيعة صوت تميزه عن الاخر يستطيع من خلالها ايصال رسالته فمنهم من غنى الاغاني الشعبية التراثية ومنهم من غنى الحنين ومنهم من غنى الثورة، كل هذا حتى اصبحت الاغنية الفلسطينية أو كما يسمى اليوم مصطلح النشيد حاضرا في كل مسارات القضية الفلسطينية مثل العودة، اللاجئين، التطبيع، المقاومة، الشهداء، الاسرى، المرأة الفلسطينية وغيرها من المواضيع المواكبة للقضية الفلسطينية.
وأكد صبح في حديثه بأن النشيد الجهادي او الاغنية الثورية سلاح فعال في دعم صمود الشعب الفلسطيني والمجاهدين لما يبثه من معنويات وشحذ للهمم كما يبث الرعب والخيبات في المستوطنين وجيش الاحتلال وهذا ما كان جليا عندم افتى كبير الحاخامات بتحريم سماع الاغاني الجهادية لما تحمله من اثر تدميري على العقل الصهيوني. شدد صبح بأن النشيد سيبقى سلاحاً صداحا حتى تحرير كل شبر من فلسطين.